وهو في ممارسته
للجهاد لا يمارسه إلا بذلك النبل الذي انطلق منه.. فجند الله رهبان بالليل فرسان
بالنهار.. أصحاب عبادة وخلق.
قارن هؤلاء بجيوش العالم
جميعا.. أولئك الجيوش الذين جعلوا من ثكناتهم مواخير للرذيلة والانحراف حتى أصبحت
الجندية مرادفة للرذيلة والانحراف.
قال دوج: كيف تقول هذا..
وكيف تصف هؤلاء بهذا النبل، وقد ورد القرآن يصفهم بالشدة والغلظة.
قال الحكيم: صدقت.. لقد قال
الله تعالى آمرا المجاهدين في سبيله بالغلظة مع من يقاتلهم:﴿ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا
فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾
(التوبة:123)، وقال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ
وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ
الْمَصِيرُ﴾ (التوبة:73)
ولكن هذه الغلظة تمتلئ
بالرحمة..
ضحك دوج ساخرا، وقال: كيف
ذلك.. كيف تجتمع الغلظة مع الرحمة؟
قال الحكيم: لقد قال تعالى
مبينا ذلك:﴿ فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ
خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾ (لأنفال:57)..
لقد قال المفسرون في معنى هذه الآية:(معناه: غلِّظ عقوبتهم، وأثخنهم قتلاً؛ ليخاف
من سواهم من الأعداء وغيرهم، ويصيروا لهم عبرة)
قال دوج: فالآية تحث
المؤمنين على استعمال أسلوب التخويف.
قال الحكيم: إذا كان
التخويف هو وسيلة السلام الوحيدة فلا حرج من استعماله.. وليس