يأتون بالزيت من الشام إلى المدينة بأن الروم جمعت جموعا كثيرة،
وأجلبت معهم لخم وجذام وغيرهم من مستنصرة العرب، وجاءت في مقدمتهم إلى البلقاء،
فأراد النبي (ص) أن يسبقهم قبل أن يغزوه.
وقد وصلت الرسول (ص) أخبار عن تلك الحملة، وأن عدداً من القبائل المسيحية
انضمت إلى الروم لقتال المسلمين، ولذا سارع إلى إعداد جيش لملاقاة العدو عند
الحدود الفاصلة بين الجزيرة العربية وسورية، تم تجهيزه على جناح السرعة وقوامه 30
ألف مقاتل بينهم عشرة آلاف فارس، كما انضم إليه الكثير من القبائل العربية أثناء
مسيرته، مما دفع الروم إلى العدول عن حرب المسلمين، كما فر رؤساء القبائل المسيحية
حين يئسوا من وصول الحملة البيزنطية، وبعدها صالحوا الرسول (ص)، إذ
أدركوا أن قوة الإسلام جعلت دولة الروم العظمى تخشى مواجهتها.
أشاح الحكيم بوجهه عن
اللوحة، وقال: دعنا من هذه اللوحة الآن.. فنحسب أنا شرحناها بما يكفي.. ولنبحث في
الركن الثالث من الأركان التي أسسنا عليها حديثنا.. لعلكم تذكرونه.
قال رجل من الجمع: أجل.. لقد
ذكرت أنه النظر في الأخلاق التي صاحبت حروب محمد.. والتي صاحبت حروب غيره.
قال الحكيم: أجل..
فالأخلاق عند أصحاب الفطر السليمة هي الأساس الذي يحكم من خلاله على الأشياء..