لقد روي أنه لما أتى بحييّ
بن أخطب مجموعة يداه إلى عنقه بحبل، فلما نظر إلى رسول الله (ص) قال: أما والله ما لمتُ نفسي في عداوتك، ولكنه من
يَخذل الله يُخذل، ثم أقبل على الناس، فقال: أيها الناس لا بأس بأمر الله، كتاب
الله وقدره وملحمة قد كتبت على بني إسرائيل، ثم جلس فضربت عنقه وضربت عنق كعب بن
أسد سيد بني قريظة.
فأنت ترى إصرار هذا الرجل
على عناده وكبره إلى آخر لحظة.
ومثله ما روي أن ثابت بن
قيس استوهب الزبير بن باطا وأهله وماله ـ وكانت للزبير يد عند ثابت ـ فوهبهم له
رسول الله (ص)، فقال له ثابت بن قيس:
قد وهبك رسول الله (ص) إلى، ووهب لي
مالك وأهلك فهم لك، فقال الزبير بعد أن علم بمقتل قومه: سألتك بيدي عندك يا
ثابت إلا ألحقتني بالأحبة، فضرب عنقه، وألحقه بالأحبة من اليهود .
وعلى خلاف هؤلاء رفاعة بن
سموأل القرظي الذي استوهبته أم المنذر سلمي بنت قيس النجارية، فوهبه لها فاستحيته،
فأسلم .
وأسلم منهم تلك الليلة نفر
قبل النزول، فحقنوا دماءهم وأموالهم وذراريهم.
وخرج تلك الليلة عمرو بن
سعدي ـ وكان رجلاً لم يدخل مع بني قريظة في غدرهم برسول الله (ص) ـ فرآه محمد بن مسلمة قائد الحرس النبوي، فخلي
سبيله حين عرفه، فلم يعلم أين ذهب.
سكت قليلا، ثم توجه لدوج
قائلا: ألا ترى من العدل أن يحكم الغالب المغلوبين بما