وقادتهم
في تأليب أحزاب الكفر على النبي (ص)
والمسلمين.
وقد حدث أنه لما دعت
اليهود قريشاً لمحاربة النبي (ص)
وقالوا لهم: سنكون معكم حتى نستأصله، ارتابوا في أمرهم، لأن دين اليهود قريب من
الإسلام وبعيد عن عبادة الأصنام كل البعد وقريش عباد أصنام، ولذلك قالوا لهم: يا
معشر يهود إنكم أهل الكتاب الأول والعلم بما أصبحنا نختلف فيه نحن ومحمد، أفديننا
خير أم دينه؟
قالوا: بل دينكم خير من
دينه، وأنتم أولى بالحق منه، فلما قالوا ذلك لقريش سرهم ما قالوا واستعدوا للحرب.
وقد نزل في ذلك قوله
تعالى:﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ
يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ
أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً ﴾ (النساء:50)
وقد كان هذا القول من
علماء اليهود داعية لألم الأستاذ ولفنسون الذي قال:(والذي يؤلم كل مؤمن بإله واحد
من اليهود والمسلمين على السواء، إنما هو تلك المحادثة التي جرت بين نفر من اليهود
وبين قريش الوثنيين حيث فضل هؤلاء النفر من اليهود أديان قريش على دين صاحب
الرسالة الإسلامية)([583])
ولكن الأحقاد التي كانت
تملأ قلوب اليهود هي التي كانت تحكم ذلك الوقت لا العلم ولا المنطق.
فلما سمع رسول الله (ص) بتحزبهم وخروجهم لمحاربته أمر بحفر الخندق حول
المدينة في