responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 569
وهكذا.. إلى أن بلغت هذه الكتيبة إلى شعب الجبل، وشق لبقية الجيش طريقاً إلى هذا المقام المأمون، فتلاحق به في الجبل.

في ذلك الموقف جاء أبي بن خلف مسرعا نحو رسول الله (ص) وهو يقول‌:‌ أين محمد‌؟‌ لا نجوتُ إن نجا،‌ فقال القوم‌:‌ يا رسول الله، أيعطف عليه رجل منا‌؟‌ فقال رسول الله (ص) ‌:‌(‌دعوه‌)‌، فلما دنا منه تناول رسول الله (ص) الحربة من الحارث بن الصمة، فلما أخذها منه انتفض انتفاضة تطايروا عنه تطاير الشعر عن ظهر البعير إذا انتفض، ثم استقبله وأبصر تَرْقُوَتَه من فرجة بين سابغة الدرع والبيضة، فطعنه فيها طعنة تدحرج منها عن فرسه مراراً.

فلما رجع إلى قريش وقد خدشه في عنقه خدشاً غير كبير، فاحتقن الدم، قال‌:‌ قتلني والله محمد، قالوا له‌:‌ ذهب والله فؤادك، والله إن بك من بأس، قال‌:‌ إنه قد كان قال لي بمكة‌:‌(‌أنا أقتلك‌، فوالله لو بصق على لقتلني)، فمات بسَرِف وهم قافلون به إلى مكة‌.‌

نظر دوج إلى الجماعة وقال متهكما: ألا تعجبون من نبي يفعل هذا؟

التفت الحكيم إلى دوج، وقال: وكيف لا يفعله؟.. وهل ترى من الحكمة في ذلك الموقف أن يسلم محمد (ص) نفسه للقتل أم يدافع عن نفسه؟

سكت دوج، فقال الحكيم: فأخبر قومك أن هذا الرجل من المشركين هو الوحيد الذي قتله رسول الله (ص) في جميع حياته.. ولا تنس أن تخبرهم عن سبب قتله..

قال رجل مسلم من الجماعة: فهل ظل المسلمون في تماسكهم في ذلك الموقف الشديد؟.. ألم يحاول المشركون اختراقهم؟

نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 569
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست