قلت: أنت!؟.. ما الذي جاء بك إلى هنا؟
قال: الذي جاء بك إلى هنا.
قلت: الهم هو الذي جاء بي إلى هنا.. فقد قدر لي أن أعيش مع من لا شغل له غير سب الشمس، ووضع الحجب عليها.
قال: فقد أريد لك إذن أن ترى من الشمس ما لا يرى غيرك.. فأبشر.
قلت: كيف تبشر المتألم الحزين؟
قال: في كل شيء وضع الله الحزن والسرور.. فكل شيء يمكنه أن يملأك حزنا، وفي نفس الوقت يملؤك سرورا.
قلت: هذا تناقض.. فالحزن والسرور متناقضان لا يلتقيان إلا إذا التقى الخطان المتوازيان.
قال: هما لا يلتقيان.. ولكنهما يسيران في اتجاه واحد.. وهذا كاف لالتقائهما.
قلت: لم أفهم.
قال: أخبرني ما الذي يحزنك لأدلك على مواضع السرور فيه.. فيستحيل أن يكون هناك شيء محزن دون أن يضع الله فيه ما يملؤك سرورا.
قلت: فنلجرب ما تقول.. أنا حزين لأن أخي التوأم يريد أن يشوه الشمس.. وهو يطلب مني أن أشاركه في هذا.. وقد عقد لذلك حلفا شيطانيا أخاف على نفسي من لعناته.