السابقة
أسرع الأديان إلى كسب الأتباع المصدّقين)([4])،
والمبشر جون تكل يقول:(الإسلام آخذ في الانتشار رغم أن الجهود التي تبذل في سبيله
تكاد تكون في حكم العدم)([5])
فإذا علمنا أن الإسلام
ينتشر بجهود فردية مبعثرة، وأنه لا يرصد في سبيله إلا نسبة ضئيلة جداً مما يرصد
للتبشير بغيره من الأديان، إذا علمنا هذا علمنا يقيناً مدى الصدق الذي تحمله
الصرخة البائسة التي أطلقها لورنس براون حين قال:(الخطر الحقيقي كامن في نظام
الإسلام، وفي قدرته على التوسع، وفي حيويته، إنه الجدار الوحيد في وجه الاستعمار)([6])..
وأطلقها مثله المستشرق هاملتون جب حين قال: (إن أخطر ما في هذا الدين أنه ينبعث
فجأة دون أسباب ظاهرة، ودون أن تستطيع أن تتنبأ بالمكان الذي يمكن أن ينبعث منه)([7])
أغلقت الجريدة، ثم نظرت
إليه، وقلت: فأنت تريد أن تنتشر المسيحية بهذا الأسلوب..!؟
قال: وما
الذي يمنعنا من ذلك؟
قلت: كل شيء
يمنعنا من ذلك.. وأنت تعلم كل ذلك.. فكتابنا المقدس يختلف كثيرا عن كتابهم.. وليس
في عقيدتنا من اليسر والوضوح والقوة ما في عقيدتهم.. وليس في شريعتنا ما في
شرائعهم.
قال: ولكن
المسيح لنا ومعنا.. وهو يغنينا عن كل ذلك.