تصبح كؤوسا عديدة،
ومن المعتاد الا يرى المدمن انه معرض للخطر، وان يقدم ما لا حصر له من الاعذار
والحجج لتبرير اعتياده التدخين او احتساء الخمر، في هذا الوقت بصفة خاصة، ومن ذلك
كون المدمنين سعداء او تعساء، يعانون من ضغط العمل او في اجازة منه، جماعة او
فرادى، مرضى او اصحاء، جوعى او شبعى.
لقد واجهت كرئيس مسؤول هذه المشكلة، فكنت، عندما
انبه احد العاملين معي حتى قبل احتسائه الخمر بيوم واحد، كنت اعد معتديا على حقه
في ان يعبر عن شخصيته بحرية (واواجه بذلك مشكلة مع مستشار شؤون العاملين). ومع
ذلك، كان مستشار شؤون العاملين نفسه يستطيع ان يتأكد في اليوم التالي ان الموظف
المعني صار في واقع الامر مدمنا للخمر. ومن ثم، فانه يعد رسميا من هذه اللحظة
مريضا بادمان الخمر.
قلت: ألا ترى تحريم الخمر سببا حائلا بين قومنا،
وبين الإسلام؟
قال: هذا صحيح.. فالألماني قد ينادي بحق المرء في
تعدد الزوجات إذا أراد، ولكنه من الصعب أن يتنازل عن الخمر.
قلت: ألا ترى الإسلام قاسيا بهذا النوع من
التشريع؟.. أو أنه لم يلاحظ في هذا التشريع خصوصيات المناطق المختلفة التي قد
تستدعي القول بإباحة الخمر؟
قال: إن ما تطرحه خطير جدا.. فالخمر هي الخمر.. فما
يزال النساء والاطفال يتعرضون اليوم للضرب تحت تأثير الخمر.. بل تسقط الطائرات
اليوم تحت تأثيره، وقد تسبب قائد احدى الناقلات البحرية تحت تأثير الخمر في وقوع
اسوأ كارثة بيئية حتى الآن.
وعلى الرغم من توفر احصاءات عن حوادث الطرق وحوادث
المصانع، فانه لا يمكن تقدير