الناضج للتناغم
الإسلامي، وللإحساس بالحياة والمكان الاسلاميين على العقل والروح. وهذا ما احسست
به في متحف جولبينكيان الاسلامي في لشبونة، مثلما أحسست به في المسجد الاموي
بدمشق، وفي مسجد ابن طولون بالقاهرة، وفي مسجد القيروان القديم أو المسجد السليمي
في درنة.
وقبل أن يقودني الدرب الفلسفي إلى الاسلام، الذي
قادني بدوره الى تجربة اساسية ثالثة في حياتي، كنت قد حصلت، وانا بعد في سن
المراهقة في مدينة اشفنبرج، على قسط وافر من التعليم الجيزويتي، من خلال عضويتي
لجمعية (ص) (ص)(ص)(ص) وهي
المقابل لحركة (المانيا الجديدة) المتمركزة في الشمال.
ويعود ارتباطنا، بل تعلقنا الرومانسي، بهذه المنظمة
إلى فترة حكم النازي، وذلك لان الجستابو لم يتمكن من الكشف عنها عندما كانت تقاوم
هذا الحكم سرا. ولم يكن حتى ابي المشتت الفكر يعلم بعضويتي لهذه المنظمة. وكنا
نجتمع أسبوعيا مع أحد القساوسة الجيزويت في احدى المقابر، في ظل اجراءات أمنية
مشددة. فكان كل فرد منا لا يعرف سوى أفراد مجموعته فحسب. ولكننا تمكنا بمرور الوقت
من استقطاب أفضل عناصر تلاميذ المدارس الثانوية. وقطعنا بذلك الطريق على منظمة
(شبيبة هتلر)، أي أننا منعنا هذه العناصر الجيدة من أن تنضم إلى منظمات الشباب
التابعة للحكم النازي، ولقد أدهشنا أن عدد أفراد المنظمة بلغ عند انتهاء الحرب 80
فردا، بعد أن انقضت الحرب، عدنا الى الاستمتاع بحياة واساليب منظمات الشباب التي
كانت سائدة في عشرينات هذا القرن.
ونظرا لما سبق ذكره، فقد كنت على دراية تامة
بالديانة الكاثوليكية، وبأدق شؤونها من الداخل، ولكنني في الوقت ذاته، كنت قد بدأت
اضع هذه الديانة محل تساؤلات وشكوك. كنت