responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 88
بالقرب من قصر العدل، وحصلت على تمارين للباليه، لكي أتعلم ـ ولو على نحو متخلف ـ رقص الباليه الكلاسيكي، حتى أعرف ماهية ما أكتب عنه.

وكعاشق للباليه، ذلك الفن المجرد الذي يجسد الموسيقى، كنت في الواقع أبحث عن الأسباب التي ترغمنا على الإحساس بجمال أشياء أو حركات بعينها. ولهذا السبب، كنت أقبع لأسابيع طويلة في احدى الغابات البافارية باحثا في أسس علم جمال الحركة.

وهناك تبين لي أننا كبشر لا نملك إلا أن نحس جمال الجسد البشري الصحيح وما يتطابق مع مقاييسه. وهو ما ينطبق ايضا علينا كمحللين بصريين لما تفرزه الطبيعة من صور وأنواع.

يضاف إلى ذلك أننا نقرأ الصور في ذات الاتجاه الذي نكتب فيه، وتبين لي أخيرا أن الحركات تستحوذ على انتباهنا بسبب ما يمكن أن تنطوي عليه من مخاطر. وتبين لي آخرا أننا نعجب بحركات الطرد المركزي، لاننا نستطيع ان نتخيلها ممتدة في ما لا نهاية.

عبر هذا الطريق، صار الفن الاسلامي بالنسبة لي تجربة مهمة ذات قيمة عالية ومثيرة، ألا يماثل في سكونه تماما ما أسعدني في حركات الباليه، التجريدية: القدرة الانسانية، والحركة الداخلية، والامتداد في ما لا نهاية؟ وذلك كله في اطار الروحانية التي يتسم بها الاسلام.

وألهمتني أعمال معمارية، مثل الحمراء في غرناطة والمسجد الكبير في قرطبة، اليقين بأنها افراز حضارة راقية رفيعة. واستوعبت جيدا ما كتبه راينر ماريا ريلكا بعد زيارته لكاتدرائية قرطبة، اذ كتب: (تملكني منذ زيارة قرطبة عداء وحشي للمسيحية، إنني اقرأ القرآن وهو يتجسد لي صوتا يستوعبني بقوة طاغية، واندفع بداخله كما تندفع الريح في الارغن)

وصار الفن الاسلامي لي وطنا جماليا، مثلما كان الباليه الكلاسيكي من قبل، وأصبحت ارى

نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست