وفي الوقت الذي لا يبدي فيه د. فاروق قلقاً على
بقاء الإسلام في أمريكا، غير أنّه يحب التركيز على بناء فكر عال للمفهوم الإسلامي
بين الشباب بشكل خاص، وقد قال في ذلك: (يجب أن يفهموا العالم الحديث، ويجدوا
ردوداً اسلاميّة لكل المشاكل المطروحة في المجتمع، ومن جانب آخر يجب أن ننمّي
ونطوّر قيادة فكريّة بين المسلمين وفي كلّ حقول المعرفة، ويكون الهدف من كلا
الأمرين هو تدعيم العدل والعدالة في العالم.. وهذا يجعل الإسلام قوّة إيجابيّة من
أجل الخير في العالم، وهذه الأولويّات تنطبق على الغرب كما تنطبق على العالم
الإسلاميّ)
وقد قرأت عليه بعد ذلك آراء وتصوّرات عميقة في
أمّهات القضايا والتحدّيات التي تواجه المسلمين في عالم اليوم، وهو حين يوجّه
النقد الى الغرب لنظرته المنحازة والقاصرة تجاه الإسلام، فانّه لا ينسى توجيه
اللّوم الى بعض المسلمين في الشّرق أو الغرب ممّن لا يفهمون التعاليم الإسلامية،
ومن الصّعب ـ كما يقول ـ أن تفهم الغربيين حقيقة الإسلام لأنّ الكثير من المسلمين
الذين يعيشون في الغرب لا يمارسون ولا يعيشون حسب تعاليم الإسلام.
من الأسماء التي رأيتها في دفتر الغريب في هذا
الفصل اسم (ديفد كيربا)، فسألت الغريب عنه، فقال: هذا الرجل تبوأ أعظم منصب يمكن
أن يتبوأه امرؤ في بلده.. هذا الرجل كان رئيسا لجمهورية جامبيا.
قلت متعجبا: رئيس جمهورية!؟
قال: أجل.. ولا تكمن الغرابة في كونه رئيساً
لجمهورية، وإنما لأن هذا الرئيس ولد مسلماً ثم