أخذ الغريب الدفتر من يدي، واحتضنه، ثم قبله، وقال: لقد كان هذا الدفتر أنيسي عند كل وحشة.. ورفيقي عند كل ضيق.. ودوائي عند كل داء.
قلت: فما الذي جعلك تحن إليه؟
قال: حنيني إلى الحبيب الذي لا يعرف القلب غيره.. ألا تعلم أن حبيب الحبيب حبيب؟
قلت: أجل.. أعلم ذلك..
قال: ولهذا تراني أمتلئ محبة وعشقا لكل من أحب رسول الله (ص).. بل إني أشعر، وكأني أتقوت بكلمات الصدق التي يتفوه بها المخلصون.
قلت: ألم تخش على نفسك، وأنت في ذلك المحل الرفيع أن يتجسس عليك أحدهم.. فيلحظه معك.. فيشي بك وشاية تهدم كل أحلامك؟
قال: وهل نسيت أخي؟
قلت: ومن أخوك؟
قال: أخي التوأم.. ما بالك.. إنه حصني الذي كنت به أتحصن.. كما كان الحجاب الذي به احتجبت عن شمس محمد (ص) كل تلك المدة.
قلت: وأخوك.. ألم يلحظ هذا الدفتر؟
قال: بلى.. لقد لحظه.. فيستحيل أن يرى ما لا أرى، أو يسمع ما لا أسمع.. لقد نأن أن ااكان فخورا