المستبدين. لقد
تعب الناس من النظام القديم وتاقوا إلى نظام جديد فكان الإسلام فرصتهم الذهبية
لأنه أصلح الكثير من أحوالهم ورفع عنهم كابوس الضيم والظلم)([623])
قال: لهذا الرجل الفاضل شهادات طيبة عن رسول الله (ص) وعن الإسلام.
منها قوله في وصف رسول الله (ص): (إن طبيعة محمد الدينية تدهش كل باحث مدقّق نزيه
المقصد بما يتجلى فيها من شدة الإخلاص. فقد كان محمد مصلحًا دينيًا ذا عقيدة
راسخة، ولم يقم إلا بعد أن تأمل كثيرًا وبلغ سن الكمال بهذه الدعوة العظيمة التي
جعلته من أسطع الأنوار الإنسانية في الدين. وهو في قتاله الشرك والعادات القبيحة
التي كانت عند أبناء زمنه كان في بلاد العرب أشبه بنبي من أنبياء بني إسرائيل
الذين نراهم كبارًا جدًا في تاريخ قومهم. ولقد جهل كثير من الناس محمدًا وبخسوه
حقه وذلك لأنه من المصلحين النادرين الذين عرف الناس أطوار حياتهم بدقائقها)
وقوله: (كان محمد كريم الأخلاق حسن العشرة، عذب
الحديث، صحيح الحكم صادق اللفظ، وقد كانت الصفات الغالبة عليه هي صحة الحكم وصراحة
اللفظ، والاقتناع التام بما