الوحيد
عن كل سؤال عن أصل الكون والإنسانية والغاية من وجودهما فلا يمكن أن يكون للحياة
الإنسانية من هدف إلا الله وحده وكل تديّن في الإنسان مرده في الأصل – عن إدراك أو بغير إدراك واع – إلى الإيمان بإله واحد، ولقد كان هناك توحيد حين
ظهر الإسلام واتخذ الإسلام التوحيد سبيلاً لأتباعه المؤمنين. ولا شك أن الغزالي
على حق يقرر أن الإيمان بالله وحده هو المقصد الأسمى للقرآن الكريم)([609])
وقال: (لنقلها إذن في صراحة ووضوح: إن التوحيد عدو
لكل من نصب نفسه معيارًا للحياة الإنسانية في هذه الأرض، وهذه الحقيقة هي التي
ترسم لنا حدود مسؤولياتنا.. وليكن همنا في هذه الأيام العصيبة أن نعين الناس على
أن يستجيبوا لأمر الله فيقيسوا حياتهم وفق أمره ومشيئته وفي هذه الاستجابة لنداء
الفطرة (كما يدعوها المسلمون) المستكنة في قلب كل بشر، جوهر الإيمان بالله الحق
المبين. ولعلنا بذلك نخطو الخطوة الحاسمة في إقرار التوحيد بين البشر)([610])