لم أجد ما أجيب به، فقال: أما إن قصدتم ملكها،
ليحكمها سلاطين بني الأحمر، فلا أرجعها الله لكم.. وأما إن أردتم أن ترشدوها، فها
هي بين أيديكم.. إن لم تملكوا أن ترحلوا إليها بأجسادكم فلترحلوا إليها بالدعوة
الصادقة والقدوة الطيبة.
لم أجد ما أجيبه به، فقال: يخطئ قومك حين يربطون
الفتوح بالسيوف.. الفتح فتح القلوب، لا فتح السيوف، فالسيوف أضعف من أن تمتد لما
تمتد له القلوب.
قلت: صدقت فقد قال الله تعالى:﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ
اللَّهِ وَالْفَتْحُ) (النصر:1)، ثم عقب عليها مباشرة بقوله:﴿
وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً) (النصر:2)
من الأسماء التي رأيتها في دفتر الغريب في هذا
الفصل اسم (جون براند ترند) ([558])،
فسألت الغريب عنه، فقال: لهذا الرجل شهادات صادقة ترتبط بتاريخ المسلمين وحضارتهم.
منها شهادته على تسامح المسلمين، قال: (في القرن
العاشر الميلادي تردّى معظم أوروبا في همجية ووحشية مريعة، على حين أن المسلمين في
إسبانيا ضربوا مثلاً رائعًا بما كفلوه لغيرهم من
[558] جون براند
ترند (1887 – 1958) رائد من رواد تاريخ إسبانيا. أستاذ في جامعة كمبردج.
قام بعدة رحلات في إسبانيا والبرتغال ومراكش ومكسيكو واشتغل في معهد الدراسات
الشرقية بلندن.
من آثاره (صورة
لإسبانيا الحديثة)(1921)، (موسيقى تاريخ إسبانيا) (1925)، (لغة إسبانيا وتاريخها)
(1953)، وكثير من الكتب الأخرى في هذا المجال.