من الأسماء التي رأيتها في دفتر الغريب في هذا
الفصل اسم (سدني فيشر) ([488])،
فسألت الغريب عنه، فقال: هذا رجل من المستشرقين له شهادات صادقة:
منها شهادته حول تأثير القرآن الكريم في النفوس
والأسماع، قال: (إن القرآن كلام الله يشد فؤاد المسلم، وتزداد روعته حين يتلى عليه
بصوت مسموع، ولكنه لا يفهم هذه الروعة كما لم يفهمها زملاؤه الذين سبقوه إلى
الاعتراف ببلاغة القرآن، واعتمادًا على أثره البليغ في قلوب قرّائه وسامعيه، ثم
يقفون عند تقرير هذه البلاغة بشهادة السماع)([489])
ومنها شهادته عن القيم التي جاء بها القرآن الكريم،
قال: (إن القرآن كتاب تربية وتثقيف، وليس كل ما فيه كلامًا عن الفرائض والشعائر،
وإن الفضائل التي يحث عليها المسلمين من أجمل الفضائل وأرجحها في موازين الأخلاق،
وتتجلى هداية الكتاب في نواهيه كما تتجلى في أوامره)([490])
وتحدث عن الجمال والمصداقية التي تتسم بها العقيدة
الإسلامية، فقال: (إن الوحدانية المنزهة هي أجل مطالب الإيمان عند النبي ويوصف
الإله مع الوحدانية بصفات العلم المحيط والقدرة المحيطة والرحمة والكرم والغفران..
إن توكيد صفات البأس والجبروت في كتاب الإسلام إنما تقدم في أوائل الدعوة التي
واجه بها النبي جماعة الكفار الملحدين من الملأ المكي المتغطرس
[488] الدكتور سدني
فيشر: أستاذ التاريخ في جامعة أوهايو الأمريكية، وصاحب الدراسات المتعددة في شؤون
البلاد الشرقية التي يدين الأكثرون من أبنائها بالإسلام. مؤلف كتاب (الشرق الأوسط
في العصر الإسلامي) والذي يناقش فيه العوامل الفعالة التي يرجع إليها تطور الشعوب
والحوادث في هذه البلاد وأولها الإسلام.
[489] الشرق الأوسط
في العصر الإسلامي، عن العقاد: ما يقال عن الإسلام، ص 54.
[490] الشرق الأوسط
في العصر الإسلامي، عن العقاد: ما يقال عن الإسلام، ص 54.