من الأسماء التي رأيتها في دفتر الغريب في هذا
الفصل اسم (عبدالرحمن محمود داود)([19])،
فسألت الغريب عنه، فقال: هذا رجل ينحدر من أسرة هندية برهمية، تنصرت على أيدي
المبشرين الذين قاموا مع طلائع الاستعمار، وكان كثير القراءة للكتب الدينية، ولما
أتيح له أن يطلع على القرآن الكريم كان جوابه هو انتماؤه للإسلام، وقد ذكر ذلك في
بعض تصريحاته لمن سألوه، فقال: (تناولت نسخة من ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة
الإنجليزية، لأنني عرفت أن هذا هو الكتاب المقدس عند المسلمين، فشرعت في قراءته
وتدبّر معانيه، لقد استقطب جل اهتمامي، وكم كانت دهشتي عظيمة حين وجدت الإجابة
المقنعة عن سؤالي المحيّر: (الهدف من الخلق) في الصفحات الأولى من القرآن الكريم..
لقد قرآت الآيات (30ـ39) من سورة البقرة.. وهي آيات توضح الحقيقة بجلاء لكل دارس
منصف، إن هذه الآيات تخبرنا بكل وضوح وجلاء وبطريقة مقنعة عن قصة الخلق)
وقال: (إن دراستي للقرآن الكريم وضحت أمام ناظري
العديد من الإشكالات الفكرية وصححت الكثير من التناقضات التي طالعتها في الكتب
السماوية السابقة)
وقال: (بفضل دراستي الحرّة البعيدة عن كل تعصّب
مقيت أصبح إيماني بهذا الدين [الإسلام] قويًا راسخًا، لقد آمنت برسالة القرآن،
وأحسست أن الإسلام هو دين الفطرة والكمال، أنزله الله على قلب آخر الأنبياء
وخاتمهم محمد (ص).. لقد اكتشفت أن
الإسلام يخاطب الناس مباشرة ودون أية واسطة من أي نوع. من أجل ذلك كان هذا الدين
متمشيًا مع الفطرة