قلبت بعض الصفحات من دفتر الغريب، فرأيت عنوان (أصدقاء من الإنجليز)، تحته أسماء كثيرة، فقلت: أفي الإنجليز أيضا أصدقاء لنا؟
قال: في كل بلاد الله أصدقاء للمسلمين.. العداوة ليست هي الأصل الذي يتحكم في البشرية.
قلت: ولكنهم يعمرون برنا وبحارنا وجونا بألوان العداوة؟
قال: فاعمروا قلوبهم بالإيمان والمحبة التي تحميهم من نزغات الشياطين التي توسوس لهم بحربكم.
قلت: أنى هذا.. وهم الغالبون، ونحن المغلوبون؟
قال: هذا ليس بعيدا.. ألم يتمكن المسلمون من تحويل دين الغالب إلى دين المغلوب؟
قلت: لقد حصل هذا.. وخير دليل على ذلك التتار.
قال: ما حصل من قبل يمكن أن يعاد في كل وقت..
ثم نظر إلى الأفق البعيد، وقال: إنكم إن فعلتم ذلك انتصرتم عليهم.. لا بأرواح تزهق، ولا بدماء تسيل.
سير توماس أرنولد: