ومنها قوله: (إن العقيدة الأساسية في الإسلام هي
الوحدانية المطلقة، فلا إله إلا الله ولقد ظهرت تعاليم الرسول محمد كرد فعل قوي ضد
تعدّد الأرباب والأنصاب التي كان يقدسها العالم العربي، وضد الوثنية الإغريقية
الرومانية ولمجابهة الثالوث الذي يؤمن به المسيحيون ليس لله شريك ولم يلد ولم
يولد، لا يمكن أن يشبه بأي مظهر إنساني، ولئن كان القرآن قد حرم عبادة الأصنام
بجمال، فإن الحديث الشريف (السّنّة) فعّل ذلك وتوسّع فيه.. وليس من الممكن أن ننكر
أن هذا المنع احتفظ بكل قوته في تزيينات العمارة الدينية ولوازم العبادة، وأنه أثر
على تطور الفن الإسلامي بأسره.. وهكذا فإن الإسلام وضع طابعه على إطار الحياة
اليومية. وحتى عندما يكون الفن مطبقًا في أمور دنيوية فإن من البلاد الإسلام يبقى
فنًا مسلمًا)([378])