بالمعجزات، مع أن محمدًا
لم يعط مثل هذه الموهبة([346])، وما أكثر ما كان يعترض محتجًا على بعض ما
يعزوه إليه أشد أتباعه حماسة من الأعمال الخارقة للعادة!)([347])
ويتحدث عن القيم التي تحملها عقيدة اليوم الآخر
التي جاء بها الإسلام، فيقول: (إن محمدًا أثبت خلود الروح.. وهو مبدأ من أقوم
مبادئ الأخلاق. ومن مفاخر محمد أن أظهره قويًا أكثر مما أظهره أي مشرّع آخر)([348])
ويتحدث عن رسول الله (ص) وكونه قدوة صالحة جعلته يحقق كل الأهداف التي وكلت
له، فيقول: (ما أكثر ما عرض محمد حياته للخطر انتصارًا لدعوته في عهده الأول بمكة،
وهو لم ينفك عن القتال في واقعة أحد حتى بعد أن جرح جبينه وخده وسقطت ثنيتاه.. وهو
قد أوجب النصر بصوته ومثاله في معركة حنين، ومن الحق أن عرف العالم كيف يحيي قوة
إرادته ومتانة خلقه.. وبساطته، ومن يجهل أنه لم يعدل، إلى آخر عمره، عما يفرضه فقر
البادية على سكانها من طراز حياة وشظف عيش؟ وهو لم ينتحل أوضاع الأمراء قط مع ما
ناله من غنى وجاه عريض.. وكان حليمًا معتدلاً، وكان يأتي بالفقراء إلى بيته
ليقاسمهم طعامه، وكان يستقبل بلطف ورفق جميع من يودّون سؤاله، فيسحر كلماءه بما
يعلو وجهه الرزين الزاهر من البشاشة، وكان لا يضج من طول الحديث، وكان لا يتكلم
إلا قليلاً فلا ينمّ ما يقول على كبرياء أو استعلاء، وكان يوحي في كل مرة
[346] ذكرنا الرد
على هذه الشبهة بالأدلة المفصلة في رسالة (معجزات حسية)