من الأسماء التي رأيتها في دفتر الغريب في هذا
الفصل اسم (لويس سيديو)([342])، فسألت الغريب عنه، فقال: هذا مستشرق
فرنسي.. له شهادات كثيرة تبين مدى صدق بحثه في الإسلام، وفي مصادر الإسلام، وسأسرد
لك ـ باختصار ـ بعضه هذه الشهادات:
فمنها شهادته التي يتحدث فيها عن كون القرآن مدرسة
روحية وتربوية متكاملة، فيقول: (لا تجد في القرآن آية إلا توحي بمحبة شديدة لله..
وفيه حث كبير على الفضيلة خلال تلك القواعد الخاصة بالسلوك الخلقي.. وفيه دعوة
كبيرة إلى تبادل العواطف وحسن المقاصد والصفح عن الشتائم، وفيه مقت للعجب والغضب،
وفيه إشارة إلى أن الذنب قد يكون بالفكر
[342] لويس سيديو (
1808 – 1876 ) .
مستشرق فرنسي عكف على نشر مؤلفات أبيه جان جاك سيديو الذي توفي عام 1832 قبل أن
تتاح له فرصة إخراج كافة أعماله في تاريخ العلوم الإسلامية. وقد عين لويس أمينًا
لمدرسة اللغات الشرقية (1931) وصنف كتابًا بعنوان (خلاصة تاريخ العرب) فضلاً عن
(تاريخ العرب العام)، وكتب العديد من الأبحاث والدراسات في المجلات المعروفة.