قلت: صدقت.. فأعظم ما يدل على تسامح المسلمين هو
وجود أهل الكتاب بينهم من قديم العصور.. فهم بذواتهم وبيوتهم وممتلكاتهم من أعظم
الشهادات على مصداقية الإسلام ورقيه.
قال: ولهذا أوصى رسول الله (ص) بأهل الذمة.. وبمثل ذلك أوصى من بعده.
كان (د. فيليب حتي) ([215]) هو أول الأسماء المثبتة في قائمة العرب،
فسألت الغريب عنه، فقال: هذا رجل فاضل من مسيحيي لبنان، وقد درس في كبريات جامعات
العالم، وله مصنفات ترتبط بالإسلام.
قلت: فهل ستذكر لي بعض شهاداته؟
قال: شهاداته كثيرة.. وسأذكر لك منها ما تقر به
عينك.
كنا في لبنان، وكان الجمع يتحدث عن اللغة العربية
وأساليبها وجمالها، وفجأة نطق د. فيليب
[215] د. فيليب حتى
.
ولد عام 1886م، لبناني الأصل، أمريكي الجنسية، تخرج من الجامعة الأمريكية في بيروت
(1908م)، ونال الدكتوراه من جامعة كولومبيا (1915م)، وعين معيدًا في قسمها الشرقي
(1915-1919)، وأستاذًا لتاريخ العربي في الجامعة الأمريكية ببيروت (1919-1925)،
وأستاذًا مساعدًا للآداب السامية في جامع برنستون (1926-1929م)، وأستاذًا ثم أستاذ
كرسي ثم رئيسًا لقسم اللغات والآداب الشرقية (1929-1954م)، حين أحيل على التقاعد،
أنتخب عضوًا في جمعيات ومجامع عديدة.
من آثاره: (أصول
الدولة الإسلامية) (1916م)، (تاريخ العرب) (1927م)، (تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين)
(1951م)، (لبنان في التاريخ) (1961م)، وغيرها.