المنحطة.. لقد صار الحب
بين الناس ـ في ظل هذه الحضارة المتعفنة ـ مرادفا للانحراف والفساد والرذيلة..
وصارت أشواق المحبين الرفيعة سلعة رخيصة تباع في سوق النخاسة.. وصار الأبطال في
هذا الزمان هم كل راقص ومطبل ومزمر وناعق.
قال: ذلك سراب سرعان ما يفطن له الناس.. وذلك ضباب
سرعان ما تشرق عليه الشمس لينقشع عن الحقيقة.
قلت: إلى متى !؟
قال: ذلك ليس بعيدا.. بل كل شيء يقرب إليه.
نظر من كوة النافذة إلى السماء المزينة بزينة
النجوم، ثم قال: لقد عرفت في حياتي الطويلة كثيرا من الناس لاحظت في عيونهم
ووجوههم وقلوبهم حرارة الشوق العظيم إلى محمد (ص).. لقد
تشرفت بلقائهم والحديث إليهم..
قاطعته قائلا: فهل ستحدثني عنهم؟
قال: أجل..سأحدثك اليوم عن القلوب التي امتلأت بحب
محمد (ص).. أو شعرت في لحظة من
لحظات الصدق بتعظيمها لرسول الله (ص) ولما
جاء به.
قلت: في أي بقعة من بقع العالم ظفرت بهذه القلوب؟
قال: في كل بقاع العالم التي زرتها.. ليس هناك محل
في الأرض إلا وفيه من يلهج لسانه بذكر محمد، ويلهج قلبه بالشوق إلى محمد.
قال ذلك، ثم قام إلى محفظته، وأخرج دفترا هو أشبه
بالسفر، وقد كتب عليه هذا العنوان