وقد روي عن كعب بن مالك أنه قال للنبي (ص): إن الله، عز وجل، قد أنزل في الشعّر ما أنزل،
فقال (ص): (إن المؤمن يجاهد بسيفه
ولسانه، والذي نفسي بيده، لكأن ما ترمونهم به نَضْح النبْل)([55])
قلت: أما إن قلت هذا، فقد كان في الإسلام شعراء
كثيرون يمتلئون صدقا، وقد قدموا للإسلام أعظم ما يقدمه مسلم ناصح.
قلت: فلنبدأ بعبد الله بن رواحة، فإني أراه يستهل
قائمة الشعراء في دفترك هذا.
[54] رواه ابن أبي
حاتم، وابن جرير، من رواية ابن إسحاق، وقد شكك في صحة هذه الرواية باعتبار السورة
مكية، وهؤلاء كانوا في المدينة، ومنهم من تأخر إسلامه، ولكن هذا ومثله لا يحمل على
سبب النزول وإنما يحمل على التفسير، فهؤلاء الصحابة الشعراء طبقوا على أنفسهم
المعنى السلبي للآيات، فصحح لهم رسول الله (ص) ذلك.