بالذقن وفم مخيط،
وكنت أفكر في ما أرفه به عن نفسي في يوم عيد ميلادي العشرين، ولكن كل شيء كان
يؤلمني.. تناول الطعام او الشراب، او التنزه، او الاجابة عن الاسئلة، وأخيرا ذهبت
لأقص شعري، فهذا على الاقل لا يؤلم، ولم أدرك المغزى الحقيقي لنجاتي وبقائي على
قيد الحياة الا بعد ثلاثين سنة، عندما اشهرت اعتناقي للاسلام.
من الأسماء التي رأيتها في دفتر الغريب في هذا
الفصل اسم (مالكولم إكس)، فسألت الغريب عنه، فقال: لقد كان هذا الرجل زعيم
الملوّنين الأمريكيين، وكان يُلقَّب قبل إسلامه بالشيطان و(أحمر دويترويت) إذ كان
زعيما عنصريا متطرفا في عداوته للبيض، ولكنه عدل عن هذا النهج بعد إسلامه.
قلت: فهل التقيته؟
قال: لا.. لم أتشرف بلقائه، ولكني ـ عندما كنت في
أمريكا ـ قرأت رسالة له كانت أهم عندي وأعظم أثرا من أي لقاء.
قلت: فما كتب في تلك الرسالة؟
قال: بعد رحلته للحج أرسل إلى أتباعه من مكة رسالة
يقول فيها: (ما رأيت قط كرماً أصيلاً، ولا روحاً غامرة من
الأخوة كهذه التي تسود هنا بين الناس من كل لون وجنس، في هذه الأرض المقدسة، وطن
إبراهيم ومحمد … فها
هنا عشرات الألوف من الحجاج قدموا من كل أنحاء العالم، ليؤدّوا المناسك نفسها بروح
من الوحدة والأخوة، ما كنت أظن – بحكم خبراتي
في أمريكا – أنها يمكن أن تنشأ
بين البيض والسود …