ولم تكن هناك
وسيلة لتعرف أوربا الفلسفة اليونانية الا عن طريق الثقافة الإسلامية، لأن التراجم
اللاتينية لأفلاطون وأرسطو لم تنقل أو تترجم من الأصل اليوناني مباشرة، وإنما أخذت
من التراجم العربية، وأضيف إليها ماكتبه المعاصرون المسلمون مثل ابن رشد وابن سينا
في الفلسفة الإسلامية.
ويختم رينيه جينو شهادته
بقوله: (هذا جزء من كل من أثر الثقافة الإسلامية في الغرب، ولكن الغربيين لايريدون
أن يقولوا به لأنهم لا يريدون الاعتراف بفضل الشرق عليهم، ولكن الزمن كفيل بإظهار
الحقائق)([44])
ليس العلماء وحدهم هم
الذين شهدوا لفضل الإسلام على الغرب.. هناك ساسة منصفون شهدوا له أيضا.. ففي مطلع
القرن الحادي والعشرين الميلادي، ظهر كتاب (توكيد الذات الأوربية: آفاق القرن
الحادي والعشرين) للمستشار الألماني هيلموت شميت، وقد وضح فيه مساهمة الثقافة
الإسلامية العربية في روافد الثقافة الأوربية، وضرورة الإسلام في تطور أوروبا
مستقبلاً.
وقد أفرد لهذه النقطة عشر
صفحات في كتابه الذي يقع في 255صفحة، وهو يقول في ختام معالجة هذه النقطة: (خلال
القرن الجديد سيصبح الجوار الجديد مع الإسلام أحد الشروط الأساسية لتأكيد الذات
الأوربية والحفاظ عليها، ومن المحتمل أن يعتمد إحلال السلام والاستقرار في أوروبا
على هذا الشرط)
في حفل تكريم المستشرقة
الألمانية (آنا ماري شميل) وتسليمها جائزة السلام من (رابطة
[44] انظر:
الفيلسوف رينيه جينو أو عبد الواحد يحيى، للدكتور عبد الحليم محمود، ص 50 – 60.