قلت: وعيت كلامك في تأثير
الإسلام في الإصلاح الديني.. فما تأثيره في إصلاح الحياة.. حياتنا نحن الأوروبيين؟
قال: لهذا أيضا بعض علاقة
بالدين.. وبالخصوص بالكنيسة.
قلت: كيف ذلك؟
قال: أنت تعلم أن الكنيسة كانت
ذات سطوة عنيفة على كل مرافق الحياة فى أوروبا فى قرونها الوسطى المظلمة.. وكان
سبب ذلك سيطرة الفساد الكامن فى الكنيسة على كل مرافق الحياة.
لقد أخطأ بعض قومنا، أو
كثير منهم، فتصوروا أن الدين هو سبب ذلك التخلف، وسبب ذلك الظلام الذي غمر قروننا
الوسطى بينما الدين بريء من ذلك..
لقد كان المسلمون في تلك
العصور في أزهى فترات حياتهم مع كونهم كانوا ملتزمين بدينهم.
وقد ذكر التاريخ ـ الذى
تكره أوروبا الاعتراف به إلا القلة المنصفة ـ أن أوروبا بدأت تخرج من ظلمات قرونها
الوسطى المظلمة حين احتكت بالمسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها، سواء فى الحروب
الصليبية، أو البعوث التى بعثتها للتعلم فى مدارس المسلمين فى الأندلس بصفة خاصة،
وفى صقلية وغيرها من البلاد التى نورها الإسلام.
بل تذكر الروايات
التاريخية أن رجال الدين المسيحى أنفسهم كانوا يتعاطون الثقافة