إن ذلك الحصاد هو
وحده الذي يكفي لكل عاقل لكي يعرف طيبة البذور التي طلب محمد من البشرية أن
تغرسها.
أخذ الجريدة من يدي،
وأخذ يقرأ عناوينها.. وقد صادف أن كانت العناوين مملوءة بإفرازات هذه الحضارة
السامة.. وقال: هذه ثمراتهم.. وتلك ثمرات الإسلام، ولا نجاة للبشرية إلا بالإسلام.
***
لما وصل الغريب من
حديثه إلى هذا الموضع التفت إلي، فرآني في غاية السرور، وقد انزاحت عني تلك الكآبة
التي كانت تعلو وجهي، وتملؤني بالإحباط، وقال: هذه حكايتي مع ثمار شجرة النبوة.
قلت: أكل هذه ثمار
للنبوة؟
قال: هذه بعض ثمار
النبوة.. ولا يمكن لأي بشر في الدنيا أن يحيط بثمار النبوة علما..
إن الفضل العظيم الذي
من الله به على البشرية بإرسال نبيه محمد (ص) لا يمكن حده ولا حصره ولا الإحاطة به..
إن الحياة جميعا
تتوقف على هذا الفضل العظيم كما تتوقف حياة الأرض على تلك الأشعة الدافئة الحنون
التي ترسلها الشمس.
قلت: فهل أسلمت بعدها..
قال: لا .. لقد ظلت
الشياطين تنفخ في عقلي وقلبي من الشبهات ما كان يصرفني عن كل