الفكر
كتب كثيرة تحذر من هذا السلوك الذي تسلكه هذه الحضارة.. وتنبئ بالعواقب الخطيرة
التي تنتظرها.
وكمثال على ذلك كتاب صدر
قبل سنوات أطلق عليه صاحبه (فكرة الاضمحلال في التاريخ الغربي) لمؤلفه المؤرخ
الأكاديمي: آثر هيرمان.
لقد ناقش هذا الكتاب آراء
العديد من المفكرين والفلاسفة وعلماء الاجتماع والسياسة والاقتصاد وغيرهم من أمثال
هيزيود، سوفوكليس، تيرجوت، فيخته، جينون جوزيف، آرثر دو جويينو.. إلى أن وصل إلى
الفصل الرابع، ليناقش فيه قضية الانحلال بوصفها نهاية الليبرالية الغربية (وهو
يقصد الحضارة الغربية)، واستند في ذلك إلى أطروحات عدد من المفكرين والمتخصصين،
وعلى رأسهم الطبيب الإيطالي (سيزار لومبروزو) الذي أكد في عام 1870م، أن
الأوربــيين (لم يعودوا قادرين جسمانيا على الاحتفاظ بمتطلبات الحياة المتحضرة)
وفي الجزء الثاني من
الكتاب، تحدث المؤلف عما كان سائداً من اعتقاد، في مطلع القرن التاسع عشر
الميلادي، بأن أمريكا هى أرض المستقبل، بل أنيط بها حمل رسالة تخليصية لبقية
العالم و(إمبراطورية الحرية) هو الاسم الذي كان يطلق عليها، إشارة إلى رسالة نشر
الفضيلة والسيادة الشعبية التي أنيط بها حملها العلم ومنذ ذلك التاريخ، وقبل أن
يتحقق هذا أعلن (جي كيو، آدمز) في عام 1785م، بعد أن تبدد أمله في أن يحافظ
الأمريكيون على فضائلهم واستقلالهم قائلا: (إن الأمريكيون لم يكونوا أبداً أهلا
لفضيلة رفيعة) واعترف بغبائه لأنه قال فيما سبق من حياته: (إنهم سيصبحون أفضل من
غيرهم) مؤكداً أن أمريكا محكوم عليها بالهلاك
وفي باقي فصول الكتاب
يناقش المؤلف آراء كثير من العلماء والمفكرين، من أنحاء متفرقة