لتحتل
المسرح راقصات و راقصون يهزون الصدور و الخصور، وظهر الديسكو الغربي الذي حول
الغناء إلى زار و صراخ و ضجيج و عجيج.
ونفس الشيء حدث في السينما
و المسرح..
وأبطال كمال الأجسام الآن
تلتقطهم السينما لأفلام الرعب و الإجرام..
والرياضة والموسيقى والغناء
والسينما والمسرح وباقي الفنون تحولت في ظل الصراع إلى المواصفات الأمريكية،
واتجهت إلى القبلة التي تفرضها بورصة هوليوود ويحكمها الدولار.
ولو أن أفلاطون بعث اليوم
حيا لأنكر ما يرى و ما يسمع و لسحب كلامه و حل جمهوريته، وفضل عليها بيع الخضار في
الأسواق. فلم تعد هناك علاقة بين الموسيقى وتنمية الذوق، ولا بين الرياضة وتنمية
الأخلاق الحميدة.
قلت: ألا ترى أنك تبالغ في
تشاؤمك من هذه الحضارة؟
قال: لست وحدي في ذلك.. كل
العقلاء لديهم تشاؤم كبير من هذه الحضارة التي تريد أن تمحو آخر رسم للإنسان..
لعلك تعرف (الدكتور ألكسيس
كاريل)
قلت: أجل.. وكيف لا أعرفه.
قال: لقد كان صديقا لي..
وقد وضع يده على الأسباب الحقيقية لهذا الضياع.. فقد قال: (إن
الحضارة العصرية تجد نفسها فى موقف صعب، لأنها لا تلائمنا، لقد أنشئت دون أية
معرفة بطيعتنا الحقيقية، إذ أنها تولدت من خيالات الاكتشافات العلمية، وشهوات
الناس، وأوهامهم،