قال: لقد كانت هذه الشعوب
ـ في ذلك الوقت ـ بين بوذية فاسدة، ووثنية همجية، لا تملك ثروة علمية، ولا نظاماً
سياسياً راقياً، إنما كانت في طور الانتقال من عهد الهمجية إلى عهد الحضارة، ومنها
شعوب لا تزال في طور البداوة والطفولة العقلية.
***
أشار (توماس) إلى بقعة
أخرى في خارطة العالم القديم، وقال: هذه هي بلاد العرب، وهذه هي جزيرتهم.
قلت: إنها بلاد محمد، وقد
امتازوا ـ في ذلك الحين ـ بأخلاق كادوا يتفردون بها، كالفصاحة وقوة البيان وحب
الحرية والأنفة والفروسية والشجاعة والحماسة في سبيل العقيدة والصراحة في القول
وجودة الحفظ وحب المساواة وقوة الإرادة والوفاء والأمانة.
قال: لكنهم ـ في ذلك الحين
أيضا ـ ولشدة تمسكهم بدين آبائهم وتقاليد أمتهم أصيبوا بانحطاط ديني شديد، ووثنية
سخيفة، قلما يوجد لها نظير في الأمم المعاصرة لهم.
بالإضافة إلى ذلك، فقد كان
فيهم أدواء كثيرة متأصلة:
لقد كان شرب الخمر واسع
الشيوع، شديد الرسوخ فيهم، يتحدث عن معاقرتها والاجتماع على شربها الشعراء، وقد
شغلت جانباً كبيراً من شعرهم وتاريخهم وأدبهم، وكثرت أسماؤها وصفاتها في لغتهم،
وكثر فيها التدقيق والتفصيل كثرة تدعو إلى العجب، وكانت حوانيت