قال: أنا رجل أحب
الفنون الرفيعة، وأشعر أن إنسانية الإنسانية لا تكتمل إلا بالفن الرفيع الذي ينمي
ذوقه، ويصقل مداركه، ويحيله طائرا جميلا يحلق في سماء الكون.
قلت: ما دمت بهذه الصورة..
فارحل إلى أمريكا.. ففيها بلدة يقال لها (هوليود) تنتج في كل يوم من أنواع الفنون
ما أنتجته البشرية في عمرها جميعا.
قال: قد عرفت تلك البلدة..
وسكنت فيها.. وامتلأت بالغثاء منها ومن أهلها ومن فنها.
قلت: فاذهب إذن إلى
المتاحف العالمية.. هنا في باريس واحد منها.. اذهب وانظر إلى تلك اللوحات الزيتية
التي تباع بملايين الدولارات..
قال: قد ذهبت.. ولكني لم
أشعر بشيء.. تلك اللوحات لا تمثل لي أي شيء.. لأن كل شخص يقرأ منها ما يشاء.
قلت: وما الحرج في ذلك؟
قال: أنا أبحث عن الفن
الرفيع الذي يرفعني.. لا الفن الذي يضعني أو يحدث في تأثيرا مؤقتا سرعان ما يزول.
قلت: أنت تبحث عن الفن
المرتبط بالإيمان.
قال: أجل..
قلت: فاذهب إلى الكنائس،
فهي تمتلئ بالصور والأيقونات.
قال: لقد زرت الكثير
منها.. ولكني لم أر إلا آلهة تزاحم إله الكنيسة..