تؤكد
أن أوروبا في عصر النهضة اعتمدت على ترجمة المؤلفات العربية ودرستها في جامعاتها
عدة قرون، وطبعت منها بعد اختراع الطباعة في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي
عشرات الطبعات في سنين قليلة (طبع كتاب (القانون) لابن سينا خمس عشر مرة خلال
ثلاثمائة وست وعشرين سنة ( 1174 - 1500) وطبع كتاب ( الحاوي) في الطب للرازي
مرارا وتكرارا حتى القرن الثامن عشر بعد ترجمته إلى اللاتينية سنة 1279
م في صقلية، وثمة مؤلفات أساسية عديدة ترجمت في القرن العاشر والحادي عشر وظلت
متداولة في الجامعات ولدى العلماء قروناً طويلة)، ومن هنا قال فؤاد سزكين: (كلما
أمعن الإنسان في دراسة المصادر الأصلية للنهضة الأوروبية ازداد تصوره أن هذه
النهضة المزعومة أشبه ما تكون بالولد الذي نسب إلى غير أبيه الحقيقي)
***
ما وصلت (زيغريد هونكه) من
حديثها إلى هذا الموضع حتى أقبل أخوها.. وقد كان في محل قريب منا يتنصت لنا.. وقال
ـ والدموع تسيل من عينيه ـ: أعتذر إليك ـ أختي ـ على ذلك السلوك المشين الذي سلكته
معك..
لقد كنت أنتصت لحديثك مع
هذا الرجل.. وقد سمعت من الحقائق ما جعلني أندم على هذه النية التي نويتها.. وأنا
الآن أعاهدك، وأعاهد هذا الرجل الفاضل على أن أحافظ على العنب حتى يبقى عنبا..
وأعدك فوق ذلك بأن أبحث عن
أسرار ذلك الرجل الذي تزينت الحياة بمجيئه، وأظلمت بفقده.. إن لي أشواقا نحوه لست
أدري سرها.
قال ذلك، ثم انصرف، ليتركها
ودموعها تختلط بابتسامتها.