responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 497
العلماء من هذه درجته؟)([369])

ابتسمت، وقالت: إن هذا الكلام العظيم الذي نطق به الغزالي كما نطق به جميع علماء الإسلام هو الذي أعطى لعلوم المسلمين تلك الروحانية العميقة والآداب الرفيعة التي نفتقر إليها.

والغزالي لا يقصد ما فهمته من ترك علوم الدنيا.. لأن الإسلام لا يفرق بين علوم الدنيا وعلوم الدين.. فالدنيا لابد أن تخضع في الإسلام للدين ليقيها من الانحراف.

والغزالي نفسه ـ الذي استندت إليه في ذلك الفهم ـ يعتبر جميع ما نسميه علوم الدنيا من علوم الدين.. بل من العلوم التي يفتقر إليها في فهم القرآن.. لقد قال في بيان نسبة هذه العلوم للقرآن: (ثم هذه العلوم ما عددناها وما لم نعدها ليست أوائلها خارجة عن القرآن، فان جميعها مغترفة من بحر واحد من بحار معرفة الله تعالى وهو بحر الأفعال، وقد ذكرنا أنه بحر لا ساحل له، وأن البحر لو كان مدادا لكلماته لنفد البحر قبل أن تنفد، فمن أفعال الله تعالى ـ وهو بحر الأفعال ـ مثلا الشفاء والمرض كما قال الله تعالى عن ابراهيم :﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ((الشعراء:80)، وهذا الفعل الواحد لا يعرفه الا من عرف الطب بكماله، إذ لا معنى للطب الا معرفة المرض بكماله وعلاماته، ومعرفة الشفاء وأسبابه)([370])

وضرب مثالا آخر عن ذلك بعلم الفلك، وهو ـ فيما نرى ـ علم محض إلا إذا هدف من


[369] الإحياء: 1/60.

[370] جواهر القرآن: 45.

نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 497
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست