نظرت إلى عناقيد العنب
بحزن، ثم قالت: ناحية مهمة تميز بها العلم في الإسلام عن العلم الذي نعاني ويلاته
بنفس القدر الذي نتنعم بخيراته.
قلت: ما تقصدين؟
قالت: القيم.. والآداب الرفيعة..
والنيات الصالحة التي كانت تحرك طلبة العلم والعلماء.
لقد بلغ الاهتمام بمزج
التربية بالعلم في الإسلام حدا لم تبلغه أي حضارة.
فقد اعتبر الإسلام الإيمان
والتقوى والصلاح من أهم خصائص العلماء وطلبة العلم.. وقد وصف القرآن أهل العلم
بأنهم يسجدون لله ويخشعون ويبكون حين يسمعون آياته:﴿ قُلْ
آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ
إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّداً وَيَقُولُونَ
سُبْحَانَ رَبِّنَا إن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ
لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً ﴾ (الاسراء: 107 ـ
109)
وقد وصف القرآن العلماء
بانهم أهل خشية:﴿ إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ
مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ إنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ((فاطر: 28)