وكانت هذه الكتاتيب جميعا
تمول بأموال المحسنين الذين يجعلونها وقفا لوجه الله.
بالإضافة إلى هذا.. فقد
كانت أموال الموقفين تتوجه لبناء المدارس الكبار.. والتي بدأ إنشاؤها بعد أن تضاعف
إقبال طلاب العلم على حلقات المساجد.
وقد كانت الدراسة في تلك
المدارس مفتوحة لكل راغب في العلم دون قيد أو شرط، وكان طلاب هذه المدارس يتمتعون
بكل الرعاية من طعام وشراب وعلاج وإقامة للغرباء والفقراء، وكان الأساتذة الذين يقومون
بالتدريس فيها ينتخبون ممن شهد لهم الشيوخ بالكفاءة العلمية، وكان المتخرجون من
هذه المدارس يمنحون إجازة علمية باسم شيخ المدرسة، وما كان يسمح للأطباء بممارسة
مهنة الطب إلا بعد نيل هذه الشهادة أو الإجازة من كبير أطباء المدرسة.
بالإضافة إلى هذا فقد أدرك
المحسنون من المسلمين والواقفون للمدارس، وزوايا العلم، وحلقات الدرس في المساجد
أهمية الكتاب لنشر العلم، وأن الاقتصار على تشييد الأبنية وتوفير جهاز للتدريس غير
كاف فاهتموا بوقف الكتب عليها لتكون وسيلة ميسرة للتحصيل والمراجعة، توفر مادة
علمية يستند إليها المعلم والمتعلم في وقت واحد، فأصبح من المعتاد وجود مكتبة في
كل مدرسة، أو جامع، أو رباط وقف على طلبة العلم وغيرهم([367]).
وكانت هذه المكتبات بكتبها
الوقفية إضافة إلى المكتبات الخاصة مثل مكتبات الخلفاء