ويخبر عن بعض صور التكريم
التي يقابل بها الملأ الأعلى أهل العلم، فعن بعض أصحاب محمد قال: أتيت النبي (ص) وهو في المسجد متكىء على برد له أحمر، فقلت له: يا رسول الله إني جئت
أطلب العلم، فقال: (مرحبا بطالب العلم إن طالب العلم تحفه الملائكة بأجنحتها ثم
يركب بعضهم بعضا حتى يبلغوا السماء الدنيا من محبتهم لما يطلب)([358])
بل إن محمدا يرفع درجة أهل
إلى درجة الأنبياء، فيقول: (من جاءه أجله وهو يطلب العلم لقي الله ولم يكن بينه
وبين النبيـين إلا درجة النبوة)([359])
أما الأجور المعدة لأهل
العلم، فإنها أضعاف مضاعفة، قال محمد: (من طلب علما فأدركه كتب الله له كفلين من
الأجر، ومن طلب علما فلم يدركه كتب الله له كفلا من الأجر)([360])
ومن أكبر ميزات أجر العلم
أن أجره غير منقطع، قال محمد: (إذا مات ابن آدم ٱنقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به،
أو ولد صالح يدعو له)([361])
وفي حديث آخر مفصل، قال
محمد: ( إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته