كرد فعل ضد موقف
الكنيسة من العلم.. وهي جاهلية تدعو للكفر بالكنيسة وبكل دين..
قلت: هذا موقف طبيعي.. وقد
كان رد فعل.
قالت: ولكنه رد فعل خاطئ..
فالدين ليس محصورا في الكنيسة.. لقد كان في إمكان العقلاء أن ينظروا في الأديان
ويدرسوها دراسة موضوعية ليبحثوا عن الحقيقة، ويسلموا لها.
قلت: ألم يفعلوا؟
قالت: لو فعلوا لما وقعنا
فيما وقعنا فيه.
قلت: فماذا فعلوا؟
قالت: لقد استبدلوا إله
الكنيسة بإله العقل.. لقد صار العقل هو الإله الجديد لذلك العصر.. وصار المخبر هو
الكنيسة.. وصار البشر هم القرابين التي تقدم لمحرقة كنيسة العلم.
قلت: أفصحي عن مرادك..
فلا طاقة لي بفهم ألغازك.
قالت: لقد وصف برنتن ذلك
العصر الذي ابتدأت فيه عبودية العقل المصارع لإله الكنيسة، فقال: (كان العقل للرجل
العادي في عصر التنوير هو كلمة السر الكبرى لعالمه الجديد، العقل هو الذي يسوق
الناس إلى فهم الطبيعة.. وهذه هي كلمة السر الثانية الكبرى.. وبفهمه للطبيعة يصوغ
سلوكه طبقاً لها، وبذلك يتجنب المحاولات العابثة التي قام بها في ظل لأفكار
المسيحية التقليدية الخاطئة، وما يخالفها في الأخلاق والسياسة ممالا يناقض الطبيعة)([338])