ولم يكتف بهذا التعهد.. بل
أضاف إليه التعهد بتبليغ المحكمة عن كل ملحد يوسوس له الشيطان بتأييد هذا الزعم
المضلل([330]).
قلت: فما الذي جعل
الكنيسة تصر على تلك الآراء كل ذلك الإصرار، مع أن ذلك لم يذكر في الكتاب المقدس؟
قالت: وهل تتبنى الكنيسة
شيئا مما في الكتاب المقدس!؟.. لقد رأت الكنيسة أن الأرض يجب أن تكون مركز الكون
الثابت لأن الأقنوم الثاني.. الذي هو المسيح.. تجسد فيها، وعليها تمت عملية الخلاص
والفداء، وفوقها يتناول العشاء الرباني.
وأضافوا إلى هذا ما فهموه
من قول التوراة: (الأرض قائمة إلى الأبد، والشمس تشرق والشمس تغرب وتسرع إلى
موضعها حيث تشرق) (انظر: سفر الجامعة:1/ 5-6)
أما كروية الأرض وسكنى
جانبها الآخر، فنفتها الكنيسة بحجة أن (من خطل الرأي أن يعتقد الإنسان بوجود أناس
تعلو مواطئ أقدامهم على رؤوسهم وبوجود نباتات وأشجار تنمو ضاربة إلى أسفل، وقالت
إنه لو صح هذا الزعم لوجب أن يمضي المسيح إلى سكان الوجه الآخر من الأرض ويموت
مصلوباً هناك من أجل خلاصهم)([331])
قلت: فهل أفلحت الكنيسة
في نصرة آرائها ومقاومة الهراطقة؟
[330] قصة النزاع
بين الدين والفلسفة: توفيق الطويل /205 وانظر كذلك تكوين العقل الحديث 3/348.
[331] قصة النزاع
بين الدين والفلسفة: توفيق الطويل /205 وانظر كذلك تكوين العقل الحديث 3/348.