لقد تبنت الكنيسة آراء
أرسطو في الفلسفة والطب ونظرية العناصر الأربعة ونظرية بطليموس في أن الأرض مركز
الكون.. وما أضاف إلى ذلك كله القديس أوغسطين وكليمان الإسكندري وتوما الاكويني..
واعتبرت هذا المزيج من الآراء البشرية أصولاً من أصول الدين المسيحي وعقائد مقدسة
لا يصح أن يتطرق إليها الشك.
وقد كانت هذه العلوم
المسيحية تشتمل على معلومات تفصيلية عن الكون.. تذكر بأن الله خلق العالم ابتداء
من سنة 4004 ق.م، وتوج ذلك بخلق الإنسان في جنة عدن.. والعجيب أنها ظلت مصرة على
هذا الرأي حتى مطلع القرن التاسع عشر، فقد طبع كتاب الأسقف (آشر) الذي يحمل هذه
النظرية سنة 1779 م ([326]).
أما تاريخ الطوفان فتختلف
فيه تقاويم التوراة، لكنه على أقصى آرائها وقع بعد خلق آدم بـ (2262)سنة([327])، ومعنى ذلك أنه كان سنة 1742 ق.م.
ومن الطريف أن مجلساً
كنسياً كان قد أعلن في بداية القرن العاشر للميلاد أن القرن الأخير من حياة العالم
قد استهل، لأن الله قد جعل المدة بين إنزال ابنه ونهاية العلم ألف سنة فقط([328]).
[325] انظر استمداد
المسيحية من الفلسفة من كتاب المشكلة الأخلاقية والفلاسفة ص101 فما بعد.