قالت: بالمسيحية.. بالدين
الذي تنتسب إليه هذه الحضارة.. أو بالدين الذي تخلصت منه هذه الحضارة.
قلت: لا علاقة للمسيحية
بالعلوم.. فالمسيحية دين الملكوت لا دين الملك.. وهي تبحث في حقائق الأزل، لا في
أباطيل الفناء.
قالت: لقد أتيحت للمسيحية،
ولرجال الدين، وللكنيسة أن تكون لها في فترة طويلة علاقة بالعلم.. فتعال بنا نرى
ماذا فعلت في تلك الفرصة العظيمة التي أتيحت لها([324])؟
نظرت إلى عناقيد العنب
المتدلية، وقالت: بمثل التحريف الذي يريد أخي أن يحرف به هذه العصارات المباركة،
حرفت الكنيسة الحقائق.. فتبنت الجهل الذي اعتبرته علما، وقاومت العلم الذي اعتبرته
جهلا.. فأخطأت خطأين لا نزال نصلى نارهما: نصرت الجهل، وحولت العلم عن وجهة الدين،
لينفصل عن الدين.
قلت: فحدثني عن الخطأ
الأول.
قالت: كما تسربت الوثنيات
إلى عقائد المسيحية، وتسربت طقوس الوثنية إلى شعائرها،
[324] انظر المراجع
التي تتحدث عن العلمانية التي سبق ذكرها.