قال: لقد رقيت أنا وأنت درجة جديدة في سلم الكنيسة..
ونحن الآن سائران في السلم الذي نصعد به إلى كرسي البابا.
قلت: ما الذي تقصد؟
قال: نتيجة لنجاحك في المهمة التي كلفت بها.. فقد
أرسلوا لي هذه الترقية.
قلت: ولكني لم أنجح في مهمتي التي وكلت بها.
قال: ألم تعد إلينا والصليب في رقبتك، والمسيح على
شفتيك؟
قلت: بلى..
قال: فهذا نجاح لا يعدله نجاح.. لم يذهب إلى تلك
البلاد أحد إلا رمى صليبه، واحترق بشمس محمد.. فهنئ نفسك بنجاتك.
***
التفت إلي البابا، وقال: كانت هذه هي رحلتي الأولى
إلى شمس محمد (ص).. وقد كانت
تنبيها مهما انطلقت منه سائر الرحلات، أو كانت بذرة نبتت منها شجرة اهتمامي بالبحث
عن حقيقة محمد (ص) .. والتي انتهت بفضل الله
بتلك الهدية العظيمة التي أهداها لي ربي حين خلصني من نفسي ومن توأمي ومن كل تلك
الحجب التي كانت تحول بيني وبين محمد (ص).