لم تمهله المضيفة حتى يجيبني.. لقد جاءت وطلبت منه
أوراقه، فسار معها.. أسرعت لأدركه، لأسأله عنه وعن سره، وعن وكالات الفضاء
السماوية.. فلم أجده.. سألت المضيفة.. فابتسمت.. ولم تقل شيئا..
رجعت إلى مكاني.. وأنا أفكر في هذه الوكالات
السماوية، وعن الأخبار التي جاءت بها.. فلم يخطر على بالي إلا ما استفدته من رحلتي
من البشارات بمحمد (ص).
قلت في نفسي: نعم.. نحن نرمي بالجنون كل من كذب نبأ
نطق به الخبراء في شأن من الشؤون الأرضية التي قد لا يضرنا الجهل بها كثيرا..
ولكنا في شؤون السماء.. بل في شؤون الحقائق الأزلية التي ينبني عليها الكون،
وتنبني عليها حياتنا نمتلئ جهلا وغفلة وكبرياء.. ثم لا نضحك على أنفسنا، ولا نعود
لنراجعها لنعرف ما وقعنا فيه من أخطاء.
عدت لأراجع كل ما سمعته من بشارات.. وقلت في نفسي:
نعم.. قد يكون بعضها متكلفا.. وقد يكون بعض القائلين بها متكلفين.. ولكن كيف يجتمع
كل أولئك.. وتجتمع معهم كل تلك الوكالات السماوية على شيء واحد هو التبشير بمحمد..
ألا يستدعي ذلك بحثا جادا عن محمد؟
ألا يستدعي بحثا في حياته، وفيما جاء به؟
نحن نبحث عن المجرمين، وتفاصيل حياتهم ومنجزاتهم..
فلم لا نتعامل مع محمد، ولو من