قال ملاخي: وأنت يا حجي ما الذي وجدت في أسفار
الأنبياء؟
قال حجي: لقد بحثت في سفر حجي في النصوص القديمة،
فوجدته يصرح باسم محمد الذي يطلق عليه (محماد) مشتهى الأمم.
قالوا: أهذا صحيح؟
قال: لا أشك في ذلك.. كما لا أشك فيكم.. وسأبدأ
القصة من أولها:
بعد عودة بني إسرائيل من السبي، وتخفيفاً لأحزانهم،
ساق لهم النبي حجي بشارة من الله فيها:(لا تخافوا، لأنه هكذا قال رب الجنود، هي
مرة بعد قليل، فأزلزل السماوات والأرض والبحر واليابسة، وأنزل كل الأمم، ويأتي
مشتهى كل الأمم، فأملأ هذا البيت مجداً قال رب الجنود... مجد هذا البيت الأخير
يكون أعظم من مجد الأول قال رب الجنود، وفي هذا المكان أعطي السلام يقول رب الجنود)(حجي
2/6 - 9)
هذه النبوءة تتحدث عن القادم الذي وعد به إبراهيم،
وبشر به يعقوب وموسى ثم داود.
لقد حاولت التأكد من النص من لغاته الأصلية، فوجدته
يصرح باسم محمد.
[67]
هذا النص أورده الطبري بهذه الصيغة، وورد لدى كل من الشيخ زيادة، والترجمان،
وإبراهيم خليل أحمد الذين اهتدوا إلى دين محمد بصور مختلفة طولاً وقصراً، مع
اختلاف يسير في العبارات، واتفاقهم على محتوى السطر الأول. واتفق أيضاً كل من
الترجمان والشيخ زيادة وإبراهيم خليل على أن المراد بجبال فاران هي جبال مكة.