أصل في ذاته بل هو
إلى حين، فإذا حدث ضيق أو اضطهاد من أجل الكلمة فحالاً يعثر.
والمزروع بين الشوك هو الذي يسمع الكلمة، وهم هذا
العالم وغرور الغنى يخنقان الكلمة، فيصير بلا ثمر.
وأما المزروع على الأرض الجيدة فهو الذي يسمع
الكلمة ويفهم، وهو الذي يأتي بثمر فيصنع بعض مائة وآخر ستين وآخر ثلاثين)(متى
13/1-23)
ألا تعلم ـ يا صاحبي ـ أن هذا المثل الإنجيلي
يتطابق تماما مع المثل الذي ضربه محمد (ص)
لأحوال الناس مع دعوته، حيث قال: (مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث
أصاب أرضاً، فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها
أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس، فشربوا وسقوا، وزرعوا وأصابت منها طائفة
أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه
ما بعثني الله به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً، ولم يقبل هدى الله الذي
أرسلت به)([63])
واصل حديثه قائلا: وقد ضرب لهم مثلا آخر ليهيئهم
لقبول النبي الجديد، فقال: (يشبه ملكوت السموات حبة خردل، أخذها إنسان، وزرعها في
حقله، وهي أصغر جميع البذور، لكن متى نمت فهي أكبر البقول، وتصير شجرة، حتى إن
طيور السماء تأتي وتتآوى في أغصانها.. قال لهم مثلاً آخر: يشبه ملكوت السموات
خميرة أخذتها امرأة وخبأتها في ثلاثة أكيال دقيق حتى اختمر الجميع، هذا كله كلم به
يسوع الجموع بأمثال، وبدون مثل لم يكن يكلمهم) (متى