وترجمت اسم والدك، واسم
البلد التي تسكن فيها، ثم وضعت هذه المعلومات المترجمة جميعا على كتاب أنت ألفته..
لأقول للقارئين: إن مؤلف الكتاب هو فلان.. هل ترضى بذلك؟.. وهل يعرف القارئون
المؤلف الحقيقي للكتاب؟
قلت: لا.. فالأسماء توضع للدلالة على المسمى، وليست
مقصودة لذاتها.
قال: وهل يمكن أن تتهم الذي فعل هذا بكتابك؟
قلت: أجل.. فقد يكون قصده خبيثا.
قال: هذا ما فلعه قومك، وبنو إسرائيل من قبلهم، فقد
عمدوا إلى أسماء الأعلام يترجمونها، ويغمضون في الترجمة ليشتد إلغاز النبوءة..
وسأضرب لك أمثلة على ذلك:
فقد جاء في المزامير (84/6) عندما ذكرت المزامير
اسم مدينة المسيح القادم، أسمتها: وادي بكة [בְּעֵמֶק הַבָּכָא]،
وتقرأ (بعيمق هبكا)، فترجمها المترجمون إلى العربية إلى وادي البكاء، وترجمتها
نسخة الرهبانية اليسوعية إلى (وادي البَلَسان)؛ لتضيع دلالتها على كل عربي يعرف أن
بكة هي بلد محمد (ص)، كما قال تعالى:﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ
وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ﴾ (آل
عمران:96)
وقد ضرب رحمة الله الهندي في كتابه (إظهار الحق)
لهذا الصنيع من المترجمين ثلاثة عشر مثالاً قارن فيها بين طبعات مختلفة للكتاب
المقدس، ليقف منها على أثر هذا الصنيع في ضياع دلالات النصوص:
منها أنه جاء في الطبعة العربية (1811م) سمى
إبراهيم اسم الموضع (مكان يرحم الله