ألستم الذين جعلتموه يطلب من تلاميذه عدم إفشاء
السلام في الطريق(لوقا:10:4)؟
ألستم الذين قولتموه: (لا تعطوا القدس للكلاب ولا
تطرحوا درركم قدام الخنازير)(متى:7 : 6)؟
ألستم الذين جعلتموه يكذب على إخوته.. لقد رويتم في
إنجيل يوحنا(7 : 3) أن إخوة المسيح طلبوا منه أن يصعد إلي عيد المظال عند اليهود،
فرد عليهم قائلاً: (اصعدوا انتم إلي العيد، فأنا لا أصعد إلي هذا العيد.. ولما صعد
إخوته إلي العيد، صعد بعدهم في الخفية لا في العلانية)؟
أنتم تروون وصيته لكم بأعدائكم، ولكنكم في نفس
الوقت تجعلونه يقول بكل قسوة: (أما أعدائي الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا
بهم إلى هنا واذبحـوهم قدامي) (لوقا: 19 : 27)
نعم.. أنتم تتقنون الفرار.. فتهربون من قسوة هذا
القول بشتى محاولات التأويل والتحريف، فتارة تذكرون أن هذا سيكون يوم القيامة مع
أن النص واضح، فالمسيح يقول: (فأتوا بهم إلى هنا)، وليس فيه أي إشارة إلى يوم
القيامة.. وتارة تقولون: إن هذا مثل، مع أنكم تعلمون أن المثل انتهى عند الفقرة
السادسة والعشرين من نفس الإصحاح..