كان يقرأ كلام إرميا بألم شديد.. أعاد إلى نفسي ذكرى إرميا وآلامه ومراثيه.
قلت: كف عنك يا أخي.. ذلك زمن بعيد.
قال: ولكنه يعود كل يوم من جديد.
قلت: أرى أنك تدمن على قراءة سفر إرميا.. فلهذا أرى تأثيره عليك.. فأحزانه تغمرك بالكآبة.. ألك علاقة بإرميا جعلت لك كل هذا الاتصال به؟
قال: أجل.. لقد كان إرميا هو النافذة التي أطللت منها على الوجود.
قلت: لم أفهم ما تقصد؟
قال: أنا إرميا.
قلت: مرحبا بك.. أنا أسألك عن سر علاقتك بإرميا.
قال: لقد ذكرت لك أنه النافذة التي أطللت منها على جمال الوجود.
قلت: أي جمال؟
قال: جمال الشمس التي تغمر بأشعتها الكائنات.
قلت: أي شمس؟
قال: وهل هناك شمس غير شمس محمد؟