كالنسئ المنسي
أمامك لأني أنا الرب قويت يمينك، وقلت لك لا تخف، فإني أنا عونك ومخلصك، هو قدوس
إسرائيل، يقول الله الرب: (أنا جاعلك مثل الجرجر الحديد الذي يدق ما يأتي عليه
دقاً، ويسحقه سحقاً، وكذلك تفعل أنت أيضاً، تدوس الجبال، وتدقها، وتجعل المدائن
والتلال هشيماً تذروه العواصف، وتلوى به هوج الرياح، وتبتهج أنت حينئذ، وترتاح
بالرب، وتكون محمداً بقدوس إسرائيل)
وقد استبدل أول هذا النص بـ (وأما أنت يا إسرائيل
عبدي، يا يعقوب الذي اخترته من نسل إبراهيم). كما استبدل آخره بـ (وأنت لتبتهج
بالرب بقدوس إسرائيل تفتخر)
ومع هذا التبديل، فقد ورد في البشارة ما لا يصدق
إلا عليه (ص) :
ومنها قوله: (فلا تخف لأني معك، ولا ترهب فها أنا
إلهك أيدتك ثم أعنتك)، وهذا يتفق مع ما وعد الله به نبيه (ص) من الحماية والعصمة، كما قال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ
بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ
رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي
الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾ (المائدة:67)
ومنها قوله:(يبهت ويخزي المستطيلون عليك)، وهو يتفق
مع قوله تعالى:﴿
إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ﴾ (الحجر:95)،
وقوله تعالى:﴿ فَإِنْ آمَنُوا
بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ
فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾
(البقرة:137)، كما أنه يتفق مع حال المناوئين له والمخالفين لأمره ممن كانوا أمما
أو أفراداً.
ومنها قوله:(تدوس الجبال وتدقها)، فالجبال تشير إلى
الملوك والجبابرة، وقد سحقوا أمام