جاء بهم.. لقد استعملت
كل وسائلي لتنسى أسماؤهم.. وتهمل أخبارهم.. وترمى في أتون الجحيم بدعهم وأفكارهم.
لكنهم مع ذلك عادوا..
في عهد محمد اجتهدت في أن
يطردوا.. لكن ربه أعلمه بهذا الكيد، فأنزل عليه قوله:﴿ وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ
رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ
حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ
فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52)﴾ (الأنعام)
لم أيأس من ذلك.. ولذلك ما إن
مات حتى رحت أملأ عقول أمته من بعده بطردهم.. طردهم جميعا.. فلا يمكن أن تتحقق
أحلامنا ما دامت سمية وعمار وبلال وأبو ذر وغيرهم من المستضعفين المتحررين يملأون
ديار الإسلام.
لقد اجتهدت بكل ما أطقت لأحول
من الإسلام دين البرجوازيين والمستبدين والكهنة.. وقد استطعت أن أصل إلى كثير مما
أرمي إليه.
لكني الآن أشعر بالعجز.. ولست
أدري لم..
قال أخي: هون عليك.. فإن لك من
قوة العقل وحدة الذهن وصفاء المقصد ما يخرجك من هذا العجز المؤقت الذي تقف فيه..
غضب الرجل الشيطان غضبا شديدا
على أخي، وراح يقول له بقوة مصحوبة ببعض الجنون: أتتهمني – ويلك – بالعجز؟
قال أخي معتذرا: لا.. لا.. لا
تفهمني خطأ.. أردت فقط أن أهون عليك عندما رأيتك حزينا.